الجزء الرابع

اللوبي  اليهودي ونفوذه الاقتصادي

د.سالم سريه –أكاديمي وكاتب سياسي من فلسطين. 

منذ نهاية القرن التاسع عشر امتلكت البرجوازية اليهودية مواقع ثابتة في الحياة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، وهي ليست كتلة معزولة ومنطوية على نفسها، وإنما تؤلف جزءاً لا يتجزأ من البرجوازية الاحتكارية الأمريكية، وبهذا تتداخل مصالح الرأسماليين اليهود الكبار مع مصالح الرأسماليين الأمريكان تداخلاً وثيقاً جداً، وتصبح أهدافهم بالتالي أهدافاً واحدة. والخاصية الأساسية للصهيونية الأمريكية، هي ولاؤها للأيديولوجية الصهيونية وللمصالح الإمبريالية الأمريكية في وقت واحد.  (1). والحقيقة أن اليهود قرروا نقل تركيزهم من لندن إلى واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية بعد أن أدركوا أن الإمبراطورية البريطانية دخلت مرحلة الغروب وأن المستقبل أمام الولايات المتحدة.ووفقاً لاستراتيجية (تغيير الجياد) اتجه اليهود إلى بسط نفوذهم على مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية في الولايات المتحدة بهدوء دون ضجيج حتى فوجئ العالم بأن اليهود أصبحوا المحرك الرئيسي للسياسة الأمريكية دون أن يجرؤ الكثيرون على فتح هذا الملف الملغوم.(2)

يقول هنرى فورد فى كتابه The International Jew على لسان أول يهودي يتحكم فى الاقتصاد الأمريكى “ماير آمشيل بوير” مؤسس امبراطورية روتشيلد المالية، التى تتحكم فى الاقتصاد العالمى بالتشارك مع جماعة من البنوك التابعة لليهود والشركات الصهيونية العالمية الأخرى منها لازارد:

 ( أعطني (اليهود) السيطرة على مال الأمة، ثم بعد ذلك لا يهمُّني من يضع القوانين)    .هناك حوالي نحو نصف مليون يهودي مليونير ويمتلكون نحو 1.2 تريليون دولار ما يعادل نسبة (10.5 في المئة) من حجم اجمالي ثروة المليونيرات في اميركا التي تعادل 12.7 تريليون دولار في عام  2012ثم اصبح   مجموع ثروات اليهود في اميركا   باعتبار 10.5 في المئة من اجمالي ثروات الأغنياء في اميركا المقدرة بنحو أكثر من 63 تريليون دولار أي 6.6 تريليون دولار حسب تقديرات تقرير الثروة العالمي 2014. وبالرغم من عددهم المحدود في العالم لكن نفوذهم المالي والاقتصادي في العلم وفي الخفاء ضخم وممتد جدا، وملاءة اليهود المالية قد تفوق الناتج الاجمالي المحلي لمواطني 152 دولة في العالم من حيث النفوذ الاقتصادي. وتعتبر أميركا مركز نفوذ اليهود اقتصاديا، حيث إن أغلب اليهود (80 %منهم) يشغلون المناصب العليا في اميركا على سبيل المثال. حيث ذكر تقرير«بيلزاريان ريبورت» أن «80 في المئة من كبار المديرين واصحاب المناصب الكبرى في الولايات المتحدة هم يهود أو متزوجون من يهود.  ، وبدا واضحا أن ثروات اليهود ليست متمركزة في (إسرائيل )وحدها ولكنها أيضا في الولايات المتحدة خصوصا ثم في أوروبا وروسيا وبعض الدول الاخرى، لكن حسب تقديرات نشرت في صحيفة «اسرائيل حايوم» فإن أغلبية الأثرياء اليهود يتمركزون في الولايات المتحدة الأميركية.ووفق حسابات اعتمدت على أرقام مجلة «فوربس» التي تصنف ثروة الأفراد والشركات وإحصائيات مواقع تصنيف الأثرياء في العالم وفي أميركا، فإن نحو أكثر من نصف مليون يهودي بين مليونير وملياردير في أميركا و(إسرائيل) يمتلكون ثروات تقدر بنحو  2.2 تريليون دولار مقتربة من اجمالي مداخيل الدول العربية(3) أ ما أهم مجالات النشاط الاقتصادي اللوبي الصهيوني فهو مجال الصناعة ، كصناعة المناجم، والنفط،والكيمياء، والصناعة الحربية؛ إذ لوحظ في السنوات الأخيرة، تعاظم دور  راس المال الصهيوني في المشاركة بها، تم بمساعدة مؤسسة "ليمان ب راذر" المصرفية، مثلا   وإنشاء مؤسسات ضخمة للصناعة الحربية، والإلكترونية، والفضائية،مثل: "جنرال دانيميك، كوربوريشن، دليتون اندشريز وسبري رند".... هذه المؤسسات التي يدخل في عدادها أكثر من ثلاثين شركة كبرى، تزود بصناعاتها وزارة الدفاع الأمريكية.كما استطاع مصرف "لازار فرير" الصهيوني السيطرة على المجمع الضخم لصناعة الطائرات والمعروف بمجمع "لوكهيد ايركرافت" ولهذا المجمع، كما هو معلوم، علاقة وثيقة ومباشرة، بالصناعة الحربية في الولايات المتحدة".هذا ولقد قدر الخبراء الاقتصاديون، ومنهم الباحث السوفياتي  بفلوف في كتابه "الولايات المتحدة –الملكية والسلطة" أن مجموعة لازار المصرفية، تملك وحدها، ما لا يقل عن 23 % من أسهم الشركات الصناعية الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية وقد تصل هذه النسبة إلى 43 % في بعض المؤسسات. وان ممثلي هذه الشركات أوالمؤسسات ، يشغلون ما  لا يقل عن 15 % من الوظائف الإدارية في البلاد.(4)-  كما انهم   يهيمنون على الكثير من المراكز المالية الهامة، كشركات الضمان والمصارف، وصناعات الذهب والألماس واللحوم ومشتقاتها، كما يسيطرون على إدارات الكثير من الشركات الهامة وعلى أرباحها، فنسبة عدد اليهود بين مديري شركات البترول الأربعة الهامة في أميركا  هي:شركة ستاندرد أويل كاليفورنيا 37% مديرون  وشركة ستاندرد أويل نيوجرسي 30% مديرون  وشركة تكساس للبترول 40% مديرون  .وشركة موبيل 55% مديرون .    .والنسبةالمئوية لمهن اليهود في المجتمع الامريكي هي :المحامون 70% • الأطباء- 69%    .• والتجار- 77%     ورجال الصناعة- 43%   وموظفو الدولة- 38%  وذكر موقع «بوليتيكس انان» أن «أكثر من 55 في المئة من جميع البالغين اليهود حاصلين على شهادات جامعية عليا و 25 في المئة على درجة الدراسات العليا»، مضيفا ان «أكثر من 60 في المئة من جميع اليهود يعملون في أعلى المناصب من فئات وظائف ثلاثة: فنية وتكنولوجية (41 في المئة)، وإدارة أعمال (13 في المئة)، وأعمال تجارية ومالية 7 في المئة-(5)

   وقد  تحدثت صحيفة جيروزاليم بوست عن النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الذي لا يتناسب على الاطلاق مع الوزن النسبي لهم في المجتمع الأمريكي وأشارت إلى أن اليهود هم أصحاب الحصة الأكبر من التبرعات التي يحصل عليها المرشحون في أي انتخابات بالولايات المتحدة لتمويل حملاتهم الانتخابية. أن هذا المال يستخدم في مجال التأثير في سير الانتخابات الأمريكية، وايصال عناصر موالية لإسرائيل  إلى المراكز القيادية الهامة في الولايات المتحدة  فاليهود قدموا أكثر من خمسين في المئة من التبرعات التي حصل عليها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لتمويل حملته الانتخابية عام 1996م.كما أن التمويل المادي للوبي الصهيوني يتراوح عادة بين 20- 40% للحزب الجمهوري و50-65% للحزب الديمقراطي وأن نجاح الرئيس "كارتر" عام 1976 كلف اللوبي ملايين الدولارات. كما يبين الدكتور ايمن محمد بريك في كتابه (سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على صناعة الإعلام في العالم عن طريق عدد من الشركات متعددة الجنسيات )صلة النفوذ الاقتصادي بالنفوذ الاعلامي والسياسي للصهاينه ليس في الولايات المتحدة فقط بل على صعيد عالمي(6)

الهوامش:

1- عبير الرملى https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/392534.html

 2- - أشرف البربري

https://www.al-jazirah.com/magazine/23082005/almlfsais8.htm

3- الرملي مصدر1

 4- مركزالخليج العربي للدراسات والبحوث: امبراطورية اليهود الخفية ومخطط السيطرة على العالم

https://www.csrgulf.com

5- د.فارس النداف )  مجلة جامعة تشرين -الآداب والعلوم الإنسانية المجلد3   العدد  6 عام2014

 6- النداف – مصدر4 ومركز الخليج مصدر3